تجليات التواصل الحضارى بين الأديان فى الأندلس

هذا البحث محاولة للتركيز على إبراز تجليات التواصل الحضاري بين الأديان السماوية في الأندلس، التي أراد الله لها أن تكون موسومة بحضارتها الإنسانية العالمية.

 ومن هنا، فإن تناول الرقعة الأندلسية بالدراسة في شقيها العلمي والاجتماعي، تؤكد لنا أن التواصل العلمي والحضاري جاء نتيجة عدم التمييز بين المسيحي واليهودي والمسلم، مما مكن من اغناء الحضارة الإسلامية، وإثرائها بمؤلفات علمية وفكرية جليلة. كما أن الإحاطة بالجانب الاجتماعي،  تُشير إلى مدى تميز الأندلس عن غيرها بنوع من التداخل والتكامل والاندماج بين جميع مكونات المجتمع، حيث لا فرق بين الملل والأعراق إلا في مستوى قدرات العلم والعطاء لا غير، وهكذا حصل التأثير والتأثر بين مكوناتها، وتمت عملية الأخذ والعطاء في كل جوانب الحياة الاجتماعية.   

    كانت هذه التجربة بحق ردا حضاريا على كل ما يسمى بالقطيعة مع الآخر المخالف، واستبداله بالتواصل الحضاري، وجسرا عبرت عليه البشرية إلى عصور النهضة.